قراءة في تحديات ما بعد حرب الثمانية أيام …

بقلم : عادل بركات

26/11/2012

منذ قيام دولة إسرائيل عام 1948 وهي دولة عدوانية بطبيعتها , قائمه علي الآلة العسكرية فهي تؤمن  بأنه لا يمكن استمرارها دون خوض الحروب وان حالة السلام والاستقرار غير موجودة في العقلية الإسرائيلية شعباً وحكومة..

آخر هذه الحروب,حرب الثمانية أيام في قطاع غزة والتي أعتقد من خلالها بنيامين نيتانياهو هو وحليفه العنصري أفيغدور ليبرمان أن القيام بشن عملية عسكريه علي قطاع غزة ولو كانت محدودة من شأنها أن ترفع عدد الأسهم الانتخابية في الانتخابات القادمة لكي تثبت للناخب الإسرائيلي أن حزبا الليكود وإسرائيل بيتنا هما القادران علي حماية دولة إسرائيل من الأعمال الإرهابية وضرب معاقل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وهو مثل ما اعتقدته زعيمة حزب كاديما تسيبي ليفني في حربها ضد القطاع عام 2008 ولكنها خسرت الانتخابات..

انقلب السحر علي الساحر في الرصاص المصبوب وأخيراً عمود السحاب فبدلاً من رفع عدد الأصوات الانتخابية قام نيتانياهو بتدمير مستقبله السياسي وتورط مع قطاع غزة في حرب هو في غني عنها بالإضافة إلى دخوله في حالة من الصراع مع أحزاب اليسار التي كانت تريد وقف الحرب وأحزاب اليمين التي كانت تنادي بضرورة  توسيع واستمرار الحرب والقيام بعملية عسكرية واسعة في القطاع من شأنها تدمير البنية التحتية للمقاومة الفلسطينية .

لكن المقاومة أثبتت صلب عودها وبنيتها التحتية الهيكلية والتنظيمية وكشفت عن أساليب قتالية جديدة لم تكن معهودا بالنسبة لإسرائيل وصواريخ جديدة يصل مداها إلى عمق الكيان الإسرائيلي مما وضع القيادة السياسية والعسكرية في حالة من الذهول والتخبط والتي عملت علي تحقيق ولو الحد الأدنى من توازن الرعب والقوة أمام الجيش السابع في العالم من حيث القوة والعتاد وكفاءة المقاتلين والتي تفرض علي إسرائيل ولو ضمنياً بأن تحترم المقاومة تكتيكياً..

وما أن وضعت الحرب أوزارها وأعلن عن التهدئة , فرضت المقاومة شروطها كطرف قوي أو الطرف الأقوى في مفاوضات الهدنة التي من ضمنها رفع الحصار وفتح المعابر مع قطاع غزة وحظر الاغتيالات

وتحسين وضع الصيادين وغيرها من الشروط المعلنة وغير المعلنة مع الجانب الإسرائيلي…

فمن المؤكد أن المقاومة انتصرت وحققت أهدافها وأن صاحب عامود السحاب لم يحقق شيء بل خسر قوة الردع الإسرائيلية أمام المقاومة الفلسطينية .إلا أن الكاتبة الإسرائيلية تسفي غباى تقول لا يجوز إعطاء حماس شعوراً بالنصر والآن وبعد وقف إطلاق النار ترى حماس الاتفاق الذي أحرز بمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون انتصاراً وأنها بالإشارة إلى حماس سوف تقوم بنقض الاتفاق مثلما فعل النبي محمد في صلح الحديبية وقيامه بنقض العهد ولكن المعروف عنكم تاريخياً بأنكم أنت من تقوموا بنقض العهود والاتفاقيات.

ولقد أثبتت هذه الحرب مدى تلاحم الصف الفلسطيني قيادتاً وشعباً مما دفع إسرائيل للقول بأن الرئيس محمود عباس يمارس الإرهاب السياسي علي دولة إسرائيل وحماس تمارس الإرهاب العسكري .

ومن المفترض أن تكون هذه الحرب بادره للمسارعة الجدية والحقيقية في إنجاز ملف المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام الذي جرح الوجدان الفلسطيني ومن المؤكد بأن هذا الملف سينجز بعد الانتهاء من المعركة الدبلوماسية التي ستشهدها الجمعية العامة للأمم المتحدة للتصويت علي قبول فلسطين دولة غير كاملة العضوية والتي تحظي بتأيد دولي وتأيد كافة الفصائل الفلسطينية وعلي رأسها حركتي حماس والجهاد الإسلامي اللذان أعلنا رسمياً دعمهم الكامل لتوجه الرئيس الفلسطيني إلي المنظومة الدولية ومن اجل انتزاع حقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس .

وكما قال شاعرنا الكبير الراحل محمود درويش (نحن أحياء وباقون وللحلم بقية)

4 تعليقات

  1. كلامي واقعي كتير وآكيد الإحتلال الإسرائيلي هو الطرف الخسران في هالمعركة ويمكن يكون هالشي بدآية لتوحيد الصف الفلسطيني ولتعم الوحدة آرجاء وطننا الحبيب

    بجد تحليل رائع لمجريات هذه الحرب والعدوان الغاشم

    تحياتي لإلك يا عادي
    تقبل مروري هنآ يا صديقي

  2. مرورك هو شرف لي …

  3. اخاف ياصديقي ات تكون هناك حرب قريبه قادمه … خصوصا انه العدو اصبح له معرفه بقدراتنا ….
    اتمنى ان يكون كل شء على مايرام …. تحياتي …

  4. adb.92@hotmail.com | رد

    من المؤكد أنه سوف يكون هناك حروب قادمة لكن ما بعد انتخابات الكنيست الاسرائيلي وليس فبل رغم وجود معاهدات وضماتات دولية ممثلة بمصر الا انا اسرائيل دوما تضرب كافة الوعود والاتفاقيات بعرض الحائط ….

أضف تعليق